ورددت الجبال الصدى
تأليف: خالد حسيني
في بيتهم في شدباغ، كانت باري تحتفظ تحت وسادتها بعلبة شاي من الصفيح أعطاها لها عبد الله، كان لها مشبك صدئ ، وعلى غطائها رجل هندي ملتح ، يعتمر عمامة ويرتدي سترة طويلة، يرفع بيديه فنجاناً من الشاي يتصاعد منه البخار . وداخل العلبة تتراص كل الريشات التي جمعتها باري. كانت أعز مقتنياتها إلى قلبها : ريشات ديوك خضراء داكنة وخمرية كثيفة ، ريشة بيضاء من ذيل حمامة ، ريشة عصفور ترابية اللون عليها بقع داكنة ، أما أكثر ما كانت تفتخر به باري ، فكانت ريشة طاووس خضراء تتغير ألوانها في الضوء، في آخرها عين كبيرة جميلة.
تلك الأخيرة كانت هدية أهداها إليها عبد الله قبل شهرين . كان قد سمع عن صبي من قرية أخرى تمتلك أسرته طاووسًا ، وذات يوم عندما كان الأب بعيدًا ، يحفر قنوات الري في بلدة تقع إلى الجنوب من شدباغ، مشی عبد الله إلى تلك القرية الأخرى ، وعثر على الصبي ، وطلب منه ريشة من الطائر . أعقبت ذلك مفاوضات ، في نهايتها وافق عبدالله على أن يقايض حذاءه بالريشة . ولدى عودته إلى شدباغ، وريشة الطاووس مدسوسة في خصر بنطلونه أسفل قميصه ، كان عقباه قد انفلقا وصارا يلطخان الأرض بالدماء .
تلك الأخيرة كانت هدية أهداها إليها عبد الله قبل شهرين . كان قد سمع عن صبي من قرية أخرى تمتلك أسرته طاووسًا ، وذات يوم عندما كان الأب بعيدًا ، يحفر قنوات الري في بلدة تقع إلى الجنوب من شدباغ، مشی عبد الله إلى تلك القرية الأخرى ، وعثر على الصبي ، وطلب منه ريشة من الطائر . أعقبت ذلك مفاوضات ، في نهايتها وافق عبدالله على أن يقايض حذاءه بالريشة . ولدى عودته إلى شدباغ، وريشة الطاووس مدسوسة في خصر بنطلونه أسفل قميصه ، كان عقباه قد انفلقا وصارا يلطخان الأرض بالدماء .
دار النشر: دار جامعة حمد بن خليفة للنشر
الطبعة: السابعة
ترجمة: إيهاب عبد الحميد
تصنيفات: ادب-حديث , خالد-حسيني , خيال , خيال-تاريخي , روايات